مساحة إعلانية 728×90

مسيرة العودة الكبري - إشارة تحذير - معاريف


لا المسيرات الكبرى ولا اعمال الاخلال الجماهيرية بالنظام نحو الجدار هو ما ينبغي حقا ان يقلق الجيش الاسرائيلي في الفترة القريبة بل الحدة، الاهلية والانضباط العملياتي للقوات التي تحرس مجال الجدار امام قطاع غزة.
لصافرة بدء اشهر مسيرة العودة سيصل الجيش الاسرائيلي اغلب الظن جاهزا ومؤهلا، بعد أوامر وتدريبات عديدة. الساعة الاخيرة من الليل، العادة العملياتية المستنزفة وبالاساس المفاجآت غير المتوقعة لمنظمات الارهاب في القطاع في مجال الجدار، هي التحدي الحقيقي المتوقع لفرقة غزة في الفترة القريبة القادمة.
سلسلة من ثلاثة احداث تظهر منها اخفاقات في سلوك القوات تشكل اشارة تحذير لجودة الحراسة حول منطقة الجدار والتآكل المتواصل للمجال الامني – مئة متر خلف الجدار في اراضي قطاع غزة (المنطقة التي يحظر دخول الفلسطينيين اليها).
في السنوات الاخيرة، بعد حملة الجرف الصامد، كاد تسلل الفلسطينيين من قطاع غزة الى اسرائيل يصبح شبه عادي. مئات الاحداث كهذه سجلت، في غالبيتها المطلقة لم تكن محاولات لتنفيذ عمليات بل مواطنين لاسباب مختلفة اختاروا محاولة الهرب من ازمات المعيشة في قطاع غزة او من حكم حماس.
ان الانشغال الواسع بالانفاق وبالصواريخ على اعتباراها التهديدات المركزية من قطاع غزة، طوى في النسيان سنوات ما بعد فك الارتباط، والتي كانت فيها ساحة المعركة المركزية بين الجيش الاسرائيلي ومنظمات الارهاب في القطاع في محيط مجال الجدار. في تل السنوات وجد مئات المخربين حتفهم في الاشتباكات على الجدار مع قوات الجيش الاسرائيلي. وفي هذه المعركة على مجال الجدار دفعت دولة اسرائيل ايضا ثمن سقوط أفضل شبابها، في الاشتباكات وجها لوجه وفي العبوات الناسفة التي زرعت على الجدار. ولكن نسبة المصابين في الجيش الاسرائيلي الى كمية الاحداث كانت منخفضة على نحو خاص.
في تلك الفترة، في الطرف الفلسطيني اعتبر الجدار نفسه كحاجز غير قابل للاجتياز وكان هناك من وصفوه بانه "حائط الموت"، بسبب العدد الكثير من الفلسطينيين الذين قتلوا بنار الجيش الاسرائيلي بعد أن حاولوا التسلل الى الاراضي الاسرائيلية.
الكثير من المياه مرت منذئذ في جدول الحنون، الذي يتدفق في منطقة الجدار بين اسرائيل وغزة، وأخذ المجال الامني يضيق من 500 الى 100 متر. اما المخربون فتخلوا في هذه الاثناء على نحو شبه تام عن القتال على مجال الجدار ونزلوا الى تحت الارض، الى الانفاق. وكلما قل القتال في منطقة الجدار في السنوات الاخيرة، تجرأ المزيد فالمزيد من الفلسطينيين على الاقتراب منه واجتيازه.
بشكل عام يمسك بهم فور الاجتاز، ولكن في المعنى الاوسع، الجدار كعائق فقد الردع وأصبح نقطة ضعف عملياتية. ما لم ينجح في عمله منظمات الارهاب، بشكل مطلق تقريبا، على مدى السنين، ينفذه مدنيون غزيون عدة مرات في الاسبوع.
هذه الظاهرة، التي تتعاظم كلما احتدم الوضع الاقتصادي في غزة، من شأن منظمات الارهاب ان تستغلها لتنفيذ عمليات خطيرة.
خلية المخربين (الا اذا ثبت خلاف ذلك في التحقيق) التي القي القبض عليها في منطقة تساليم، وفرت للجيش الاسرائيلي أمس فرصة ليتعلم – دون ان يدفع ثمنا – عن السهولة التي تطاق والتي يمكن بها اجتياز الجدار والتسلل الى اسرائيل.
باستثناء الدروس العملياتية الناشئة عن الحدث، في بداية فترة مسيرات العودة فان الجيش الاسرائيلي ملزم بان يعمل كي يعيد الردع الى الجدار. فالتشديد التام على المجال الامني ومنع اقتراب الفلسطينيين من الجدار هما شرطان لازبان. واحيانا يكون بالذات عمل يعتبر أكثر تشددا في بدايته، هو الذي يمنع اصابات وقتلى اكثر في المواجهات التي ستكون على الجدار نفسه او في سيناريوهات اوسع – في اراضي اسرائيل.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.