صفقة القرن لن تمر وستصطدم بحائط إرادة الشعب الفلسطيني
الساحة الفلسطينية - قال مدير المركز العربي في واشنطن وأستاذ العلاقات الدولية، الدكتور
خليل جهشان أن “خطة السلام” التي باتت تُعرف بـ”صفقة القرن”، والتي من
المنتظر أن يعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قريباً، قال انها لن تمر.
وأضاف جهشان
“أولاً، كل ما سمعناه من الإدارة الأمريكية منذ حوالي سنة ونصف إلى الآن،
من قبل وصول السيد ترامب إلى البيت الأبيض وبعد توليه رئاسة الولايات
المتحدة، لا يشكِّل خطة سلام ولا صفقة بأي شكلٍ كان، بل في الواقع هي صفعة
أو محاولة لفرض وجهة نظر على الطرف الفلسطيني”.
وتابع قائلاً: “وجهة النظر هذه منحازة بشكلٍ واضح إلى إسرائيل، وكذلك
تصفية القضية الفلسطينية بنداً تلو الآخر، ابتداءً من القدس وحق
الفلسطينيون فيها، إضافة إلى قضية اللاجئين”.
وواصل: كل هذه الأمور واضحة في سياسة إسرائيل وترامب وإدارته، ولا
أعتقد أن هذه الخطة ستمر في نهاية المطاف كونها لا تلبي الحد الأدنى من
مطالب الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن هذه الخطة “تدّعي بأنها تهدف إلى حل النزاع الفلسطيني –
الإسرائيلي”، متسائلاً: “لكن كيف يمكن حل هذا النزاع بشكلٍ منحاز بهذا
الوضع مع الطرف الإسرائيلي دون الأخذ بعين الاعتبار الحد الأدنى من المطالب
الفلسطينية؟”.
وأضاف:” لذا، أعتقد في نهاية المطاف أن هذا التفكير أو السياسة –
حتى لو تم الإعلان عنها – ستصطدم بحائط إرادة الشعب الفلسطيني. فمطالب
الشعب الفلسطيني هي المحك الأساسي لنجاح أي خطة أياً كانت، سواء دولية، أو
أمريكية، أو عربية. فجميع هذه الخطط لن تنجح ولن تقبل إلا إذا أخذت بعين
الاعتبار مطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة المعترف بها دولياً وغير
القابلة للتنازل منذ سنوات”.
ومضى يقول: “ثانياً، فيما يتعلق بهذا الفريق الذي تولى مهمة فرض هذه
الخطة على الطرف الفلسطيني، اعتقد أنه فريق غريب وعجيب، ويتصرفون كأن
التاريخ قد بدأ في العام الماضي. فالتاريخ لم يبدأ عندما وصل ترامب إلى
البيت الأبيض!”.
وتابع: “لدى قضية فلسطين تاريخ حافل، حيث صادف عام 2018 الذكرى
السبعين لقضية فلسطين أو النكبة التي قد مرّ بها الشعب الفلسطيني. فالتاريخ
لم يبدأ اليوم، ولكن في نفس الوقت يبدو لي أن هذا الفريق قد ضرب بعرض
الحائط كل هذا التاريخ، ولا يريد أن يعترف بأي شيء من السنوات السبعين
الماضية”.
ولفت إلى أن “كذلك هو الحال بالنسبة للعمليات التفاوضية. فهناك
تاريخ كبير للعمليات التفاوضية، وفي حال أرادت هذه الإدارة أن تلعب دوراً
إيجابياً، يجب عليها أن تعي هذا التاريخ وتدرسه وتتعلم من أخطائه. على سبيل
المثال، إذا كان لديهم خطة متكاملة وعقلانية – وأنا لا اعتقد أنه لديهم
خطة متكاملة في الأصل – وأعلنوا عنها، يجب عليهم أن يفهموا أن هذه في
الواقع الخطة رقم 76 منذ عام 1937م حتى اليوم”.
واستطرد في حديثه، قائلاً: “الشرق الأوسط هو عبارة عن مقبرة للحلول
السلمية، أي بمعنى أن هناك الكثير من الخطط التي عرضت في الماضي ولكن فشلت
للأسف”، مضيفاً أن “السؤال الأهم هو: لماذا فشلت تلك الخطط؟”.
وتابع قائلاً: “هناك أسباب موضوعية أدت إلى فشل تلك الخطط. فمن لديه
خطة اليوم يجب عليه أن يدرس سبب فشل هذه الخطط في الماضي ويتفاداها. ولكن
ما يفعله هذا الفريق هو العكس تماماً، فهو لا يريد أن يدري أو يحترم، ولا
يريد أن يأخذ في عين الاعتبار ما حدث في الماضي، وكأنه لا يوجد هناك فريق
لهذه القضية”.
وختم الدكتور جهشان حديثه بالقول: في الواقع، فشلت الخطط السلمية في الماضي، ولكنها نجحت في شيء
واحد فقط! نجحت في خلق حد أدنى معترف به دولياً لمطالب حل قضية فلسطين،
وهناك إجماع حول هذه الأمور. بالنظر إلى بعض الخطط مثل الخطة العربية
والخطة الأوروبية وغيرها، نجد أنها تتناول بعض المتطلبات الأساسية. على
سبيل المثال، محاولة عملية سلام مدريد قد فشلت، وتدهورت إلى شكل آخر بما
يمسى بـ”أوسلو”. ولكن حتى أوسلو نفسها تناولت مطالب معينة لا يمكن تجاوزها،
منها على سبيل المثال حل الدولتين وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وقضية
“أين الحدود”. فعندما نقول: “حل دولتين”، نجد أن هناك حدود معروفة، ألا
وهي حدود 1967م. وعندما نقول: “إيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين
وعودتهم”، نجد أن هناك مطالب معينة لا يمكن إنكارها. ولكن يريد هذا الفريق
أن يصل إلى الحل دون أن يلتزم أو يحترم أي من هذه الحقائق. وبالتالي،
يمكنني القول أن هذا الفريق سيفشل فشلاً ذريعاً.
أضف تعليق