مساحة إعلانية 728×90

الفصائل الفلسطينية تستنكر موقف عباس من المفاوضات مع اسرائيل في تصريحه الاخير




الساحة الفلسطينية - استنكرت الفصائل الفلسطينية تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول استعداده للعودة للمفاوضات مع (إسرائيل) في السر أو العلن، مطالبةً إياه بالانحياز لخيارات الشعب الفلسطيني.

وأكدت الفصائل خلال تصريحات منفصلة لها انها رفضت بشكل مُطلق هذه التصريحات، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها القضية الفلسطينية، جراء قرارات الإدارة الأمريكية وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض.

وكان عباس أعلن في باريس خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من أمس عن استعداده لبدء مفاوضات "سرية أو علنية" مع (إسرائيل) بوساطة دولية، مشيراً إلى أن السلطة لم ترفض المفاوضات يوماً، بل كان الرفض من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

المتحدث باسم حركة حماس "حازم قاسم" قال: "إن إعلان الرئيس عباس استعداده لاستئناف المفاوضات حتى بشكل سري يؤكد أن هذه القيادة مصرة على مواصلة الطريقة البائسة في التعامل مع الاحتلال".

وأوضح قاسم في تصريح صحفي عبر صفحته بـ "فيسبوك"، أن إجراء المفاوضات بالسر يؤكد أن هناك دائما ما يخفيه رئيس السلطة عن شعبنا ومكوناته السياسية، والاستعداد للتنازل في القضايا الوطنية.

وشدد على ضرورة انحياز قيادة السلطة لخيارات الشعب الفلسطيني المتمسك بثوابته، وأن تبادر لتطبيق اتفاق المصالحة، ولرفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة، وهي الصيغة الأمثل لمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها ما تسمى "صفقة القرن".

بدوره، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي "داود شهاب": إن محمود عباس أثبت من خلال تصريحاته أن السلطة لم توقف المفاوضات، بل هي متمسكة بها.

وعد "شهاب" التصريحات "مخالفة واضحة لما حاولت السلطة والناطقون باسمها سابقاً ترويجه عن وقف المفاوضات"، مشيراً إلى التناقض الكبير بين ما تقوله السلطة محلياً وما تؤكده في اللقاءات الدولية.

وأوضح أن هذا التناقض يعكس مدى أزمة السلطة وضعف أدائها السياسي، منبهاً إلى أن لقاء عباس ورئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود أولمرت "امتداد لعلاقات الصداقة التي تربط عباس بالاحتلال أحزاباً وشخصيات".

واستنكر شهاب هذه اللقاءات المتتالية، في مقابل رفض عباس للحوار الوطني وعقد الإطار القيادي المؤقت.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية "محمود خلف" : إن هذه التصريحات تأتي في غير السياق، والتوقيت غير المناسب، مع قرب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة والتقدم بطلب العضوية الكاملة لفلسطين.

ورأى خلف أن الحديث عن مفاوضات "سرية أو علنية" من شأنها أن تعيد الفلسطينيين إلى ربع قرن مضى من اتفاقيات أوسلو، مشيراً إلى أنها تكرار لنهج "أوسلو" بإجراء المفاوضات من وراء ظهر المؤسسات الفلسطينية.

وأكد رفض الجبهة هذه المفاوضات في ظل استمرار الصلف الإسرائيلي والموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية.

وبيّن خلف أن تصريحات عباس هذه لا تساعد في تجميع قوى الشعب الفلسطيني وفصائله لتمتين الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات سواء صفقة القرن أو الإجراءات الإسرائيلية على الأرض.

وشدد على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني والدخول للمصالحة من البوابة الواسعة لإنهاء الانقسام على أساس اتفاقَي القاهرة 2011 و 2017، إضافة إلى التوافق على إستراتيجية وطنية موحدة تُجمع الوضع الفلسطيني.

كما دعا إلى التقدم للمؤسسات الدولية للضغط على (إسرائيل) ومحاسبتها، مثل محكمة الجنايات الدولية، ومحاولة لملمة الإقليم العربي والدول الصديقة للشعب الفلسطيني، لإجراء المزيد من الضغط على الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) للتسليم بحقوق الفلسطينيين. 

إلى ذلك، استنكرت حركة الأحرار الفلسطينية تصريحات عباس حول استعداده لبدء المفاوضات، في ظل شلال الدم النازف في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ورأت الحركة في بيان صحفي لها، أن هذه التصريحات تمثل "استخفافاً بالمنظومة الوطنية الرافضة للمفاوضات وخيانة لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني".

وأوضحت أن المشاركة الجماهيرية الواسعة في جمعة كسر الحصار هي تأكيد على إصرار الشعب الفلسطيني في حراكه السلمي في مسيرات العودة، حتى تحقيق أهدافها وعلى رأسها كسر الحصار.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.