مساحة إعلانية 728×90

"مسرح الحارة" من المحليّة إلى العالميّة .. عبر الترشّح لجائزة دوليّة




ينافس "مسرح الحارة" الفلسطينيّ، ومقره في مدينة بيت جالا بمحافظة بيت لحم جنوب الضفة، على جائزة "ألن ستيوارت" الدوليّة للعروض والأداء المسرحيّ، وهو المسرح الوحيد من فلسطين المرشّح إلى هذه الجائزة.
وهذه الجائزة، و التي ستكون عبارة عن إنتاج مسرحية وعرضها في مهرجانين عالميين، ستكون فرصة كبيرة للمسرح الذي أنشأ في عام 2005 مجموعة صغيرة تتكوّن من مخرجة وتقني وممثّلين إثنين، ليكون مسرحاً يعبّر عن المجتمع الفلسطينيّ. ومن هنا، كان الاسم "مسرح الحارة"، لكنّ الانطلاقة الحقيقيّة كانت في عام 2006 من خلال مشروع مشترك مع المركز الثقافيّ السويديّ، وكان العرض يتحدّث عن حلم طفلة بتحقيق حلم جدّها، بالعودة إلى بلدته الأصلية حيفا ورؤية البحر. ومن هنا، كانت فكرة المسرحيّة، الحديث عن حرمان الفلسطينيّين من الوصول إلى البحر.
لقد فتحت هذه المسرحيّة للمسرح آفاقاً كبيرة من خلال جولة قام بها في 3 بلدان، هي: مصر والسويد والأردن، حيث عرّفت الناس به وبعمله أكثر، كما أشارت المدير العام للمسرح مريانا برهم، التي قالت أيضاً لـ"المونيتور": "نتطلّع إلى الفوز بهذه الجائزة، فهذا الترشيح يمنحنا المزيد من التحفيز لعملنا، بالتزامن مع ترشيحنا أيضاً من قبل مؤسّسة تعاون للفوز بجائزة الإبداع والتمييز ضمن أفضل مؤسّستين فلسطينيّتين محليّتين.
أضافت: "دعونا الأصدقاء والمعارف إلى التصويت في المرحلة الأولى، فالفوز سيعطينا دفعة قويّة لعملنا والتعريف به وبما هو مسرح الحارة. كما يساعدنا في بناء علاقات وشراكات عالميّة".
و في حال استطاع حصدها ستؤهّله للتوسّع في عمله دوليّاً ومحليّاً بطريقة أوسع. وكانت انتهت عمليّة التصويت في 28 شباط/فبراير، وهي المرحلة الأولى من المنافسة، فيما من المتوقّع أن تظهر نتيجة الجزء الثاني من المنافسة بعد شهر، وهو الجزء المتعلّق بإنتاج فكرة جديدة لمسرحيّة ينوي القيام بتنفيذها.
ويعتمد المسرح على التمويل الخارجيّ ، لكنّ هذا الأمر يجعل وضع المسرح غير مستقرّ ماليّاً، وعروضه مرتبطة بوجود التمويل، وهو ما يسعى المسرح إلى تجاوزه من خلال الفوز بالجائزة. فهذه الجائزة ستجعله معروفا أكثر محليا وعالميا، مما يمكنه من استقطاب التمويل بشكل أفضل.
وفي حال تمّ اختياره سيتاح له إنتاج مسرحيّة وعرضها في مهرجانين عالميّين، وهي تجربة استثنائيّة بالنّسبة إليه، وهو الذي يسعى إلى العالميّة.
وينتج "مسرح الحارة" ثلاث مسرحيّات جديدة سنويّاً. وسنويا يقدم 120 عرضاً، من بينها مسرحيات للأطفال. أمّا أفكار مسرحيّاته فيستوحيها من الواقع الفلسطينيّ سواء أكان من أدبيّات مكتوبة أم من قصص حياتيّة، كما هي الحال في مسرحيّته الأخيرة "ميرميّة"، التي عرضت في رام الله بـ14 شباط/فبراير الفائت، وهي مأخوذة من كتاب للباحثة الفلسطينيّة فيحاء عبد الهادي جمعت فيه روايات لاجئين في المهجر والشتات، ركزت المسرحية على سيرة ستة منهم ونضالات كل اللاجئين.
واستندت مخرجة المسرحيّة ميرنا سخلة على اللعب على الحواس الخمس من خلال استخدام حاسّة الرائحة والذوق في العرض، الذي في بدايته التي أدّاها إثنان من ممثّلي المسرح الدائمين، انبعثت رائحة الميرميّة (وهي نبتة عطريّة تستعمل لتطييب الشاي) من إبريق ماء يغلي على بابور قديم.
وفي هذا السياق، قالت ميرنا سخلة لـ"المونيتور": "استخدمنا الميرميّة في العرض لتجسيد رائحة البلاد، والتي حملها أبطال المسرحية للعالم حينما شردوا من بلادهم".
وكانت سخلة، الفنانة المسرحيّة الشاملة، قد عملت مع "مسرح الحارة" منذ إنشائه كمتدرّبة. وفي ما بعد درست المسرح في بريطانيا، لتعود وتعمل في المسرح من جديد كمعدّة وكاتبة ومخرجة، وقالت: "نحن نعتبر أنفسنا فرقة مسرح متجوّل، ونؤمن بأنّ المسرح يجب أن يذهب إلى الناس لأنّنا في بلد لا تزال ثقافة المسرح فيه غير منتشرة، ونحن حتّى الآن لا نملك مسرحاً كمكان سوى قاعة تدريب نستخدمها أحياناً كقاعة عرض للمسرحيّات التي يكون عدد الحاضرين فيها قليلاً جدّاً".
وبحسب سخلة، فإنّ القائمين على المسرح الحارة يحاولون تعزيز صورة المسرح في فلسطين، من خلال تكريس ثقافة المسرح كما في البلدان الأخرى، وأن لا يبقى مجرد عرضا مجانيا يسعى للجمهور، مما سيحقق دور المسرح في التغير المجتمعي. وخلق آليّات للتغيير في قضايا حقوقيّة ومجتمعيّة وإنسانيّة تصب في الحصول على عالم أفضل في بلد يعيش أوضاعاً غير عاديّة.
وعن الجائزة، وخصوصاً في ما يتعلّق بالتصويت من خلال التفاعل المجتمعيّ عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، قالت سخلة: إنّ هذه الجزئيّة عرّفت الكثير بالمسرح وبعملهم، وخلقت حالة من الفضول لدى الكثير من المواطنين غير المتابعين للمسرح عموماً، للتعرف عليه و حصور عروضه.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.