الوعي الذاتي .. اهميته وكيفية الحصول عليه.
مقدمة
ظهر مصطلح الوعي الذاتي في العام 1972م، حيث طوّر النظرية عالمي النفس شيلي دوفل وروبرت ويكلوند،حيث تؤكد النظرية:
عندما نقوم بتركيز إنتباهنا على أنفسنا، فإننا نقوم بتقييم ومقارنة سلوكنا الحالي، بمعاييرنا وقيمنا الداخلية ، ونصبح ذا وعي وتقييم موضوعي لأنفسنا.
أهمية الوعي الذاتي:
من أهم مكونات الذكاء الإجتماعي كما ذكر دانيال غولمان في كتابه المسمى بنفس الإسم الذكاء الاجتماعي هو الوعي الذاتي، فالقدرة على مراقبة مشاعرنا وأفكارنا، بصورة دائمة، يساعدنا على فهم أنفسنا بصورة أفضل، ويمكننا أن نتعرّف على أنفسنا ونشعر بالسلام بذلك، وسيكون لنا القدرة على التحكّم بــأفكارنا، عواطفنا، وسلوكنا.
فالأشخاص أصحاب الوعي الذاتي يميلون إلى التفاعل بصورة واعية، ويقل عندهم التفاعل السلبي، وذلك من أجل صحتهم النفسية، والحفاظ على إطلالة إيجابية للحياة، كما لديهم عمق لخبرة الحياة، إضافة إلى عطف لأنفسهم وللآخرين.
لماذا يقل الوعي الذاتي رغم أهميته؟
بسبب بسيط أننا لا نراقب أنفسنا بصورةٍ دائمة، فنحن نتجاهل هذا الأمر، كما أننا لا نهتم بما يحدث في عالمنا الداخلي.
يؤكد عالما النفس ماثيو كيلينقس ورث و دانيال جيلبرت أن نصف الوقت نمضيه بإستخدام المشغل الآلي او اللاوعي لما نقوم او نحس به، حيث أن عقلنا يتجول في مكان ما، بدل أن يركّز في اللحظة او الآن!
كيف يمكن أن نحصل على وعي ذاتي؟
1. خلق نوع من المساحة الخاصة لأنفسنا:
من طرق تعلّم الحصول على الوعي الذاتي: أن تترك مساحة لنفسك بعيداً عن ضغوط الحياة او الملهيات مثل الهاتف و الأجهزة، وأجعل ذلك كواحدة من عاداتك في الصباح أو قبل أن تنام، اقضي وقتاً مع نفسك، كما يمكنك أن تشجّع نفسك بالقراءة او الكتابة أو التأمل، فهذا يجعلك مرتبط بنفسك أكثر.
2.مارس عملية اليقظة:
كما ذكر جون كابات زن لتعريفه لليقظة أنها: الإنتباه بطريقة محددة لغرض ما، في الزمن الحاضر، بدون أي نوع من إطلاق الأحكام.
حيث أنه من خلال ممارسة اليقظة بصورة مستمرة، تزيد من فرصة الوعي الذاتي، يمكنك ملاحظة ما يدور بداخلك، و ليس هذا يعني الجلوس وحدك، والتفكير في شيء ما، بل إنه يعني أن تكون يقظاً أثناء المشي، او تناول الطعام ، أو اثناء أي عمل تقوم به.
3. مارس عادة كتابة اليوميات:
إن الكتابة تساعدنا بصورة كبيرة على التعبير عن أفكارنا، كما تشعرنا بنوع من السلام الداخلي مع أنفسنا، وهذا ما يساعدنا في نمو الوعي الذاتي، وتخلق الكتابة إحساس بالسعادة والإكتفاء عندما نكتب مشاعرنا ومشاكلنا، وايضاً يمكننا سماع صوتنا الداخلي وكتابة ما نسمعه، سوف تندهش بما قد تكتبه.
4.كُن منصتاً جيّداً:
الإنصات ليس كالإستماع، حيث أن الإنصات يعني أنك في اللحظة الحاضرة منتبهاً تماماً، لما يقوله الآخرون ومشاعرهم، وحركات ولغة أجسادهم، وإظهار التعاطف معهم، وفهمهم من دون الحاجة إلى تقييمهم او إطلاق الأحكام عليهم، عندما تتعلّم كيف تكون منصتاً جيّداً، سيرتفع الوعي الذاتي لك، و سيكون لك قدرة على أن تكون منصتاً أيضاً لصوتك الداخلي وتصبح أفضل صديق لنفسك.
أضف تعليق