السلطة الفلسطينية ترفض تصريحات نتنياهو بأن المسحيين مطاردون من قبلها.
الساحة الفلسطينية - رفضت السلطة
الفلسطينية تصريحات بنيامين نتنياهو، التي قال فيها
بأن "المسيحيين مطاردون من السلطة"، واصفة ذلك "بأكاذيب وافتراءات،
ومحاولات لزعزعة الاستقرار في المجتمع الفلسطيني"
.
وكان نتنياهو قد قال أمام 180
صحافيًا مسيحيًا من 40 دولة في العالم، شاركوا في مؤتمر سمي بـ "قمة
الإعلام المسيحي" بأن "إسرائيل هي الدولة
الوحيدة في الشرق الأوسط التي فيها جماعة مسيحية كبيرة ومزدهرة".
مضيفًا:
"أتعرفون بيت لحم؟ يوجد لديكم ارتباط بها كما يوجد لدينا. عندما أعدنا بيت
لحم كان يعيش فيها 80 في المائة مسيحيون واليوم فقط 20 في المائة. والسبب
في ذلك أن المسيحيين في السلطة الفلسطينية مطاردون. المسيحية انطلقت من هنا
ويوجد لها علاقة طبيعية مع إسرائيل. أنا لا أريد أن تنفصل إسرائيل عن
أصدقائها المسيحيين".
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية
إن "أقوال نتنياهو ستفشل في إحداث أي فرقة وزعزعة استقرار المجتمع
الفلسطيني ولحمة نسيجه العام، ولن تنجح في التأثير على مسيحيي العالم
الأحرار الذين يقفون إلى جانب الشعب ويطالبون برفع الظلم والاحتلال
والمعاناة عنه".
واتهمت الخارجية نتنياهو بأنه
"يواصل حملته التضليلية للرأي العام العالمي وللمسؤولين الدوليين، وتحريضه
على الشعب وقيادته، عبر محاولاته تسويق جملة من الافتراءات والأكاذيب
والمغالطات وقلب الحقائق وتشويهها، بهدف حرف أنظار المجتمع الدولي عن
الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال والمستوطنون بحق أبناء
الشعب وأرضه ومقدساته وممتلكاته، وخلط الأوراق وإعادة ترتيب الأولويات على
الساحة وفقاً لأجنداته الحزبية الاستعمارية التوسعية، وإرضاء جمهوره من
المتطرفين والمستوطنين".
بدوره، أدان أمين سر اللجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، بشدة تصريحات نتنياهو،
وأكد أن "كل فلسطيني بغضّ النَظر عن ديانتهِ هو جزء أصيل ولا يتجزأ من شعب
فلسطين في الوطن والمنفى".
وأشار إلى أن "رئيس الوزراء
الاحتلال يتعمد تشويه الحَقائق عن طريق إستخدام المسيحيّة لدعمِ تصريحاتِه
العنصريّة والمعادية". واصفاً تصريحاته حولَ الفلسطينيين المَسيحيين وبيت
لحم بالتصريحات "الواهية والتي تنم عن عقلية عنصرية"
.
وقال: "إن دولة إسرائيل قامت على
أساس الاقتلاع والتهجير القسري للفلسطينيين، بما في ذَلِكَ أبناء شعبنا
المسيحيين الذين طهرت منهم إسرائيل عرقياً عشرات العائلات منذ النّكبة عام
1948، والذين أصبحوا يعيشون اليوم كلاجئين في مخيمات ضبيية و البصّة و مار
اللياس في لبنان و غيرها من المناطِق. وفي أعقاب إحتلال عام 1967 و مَشروع
الإستيطان الإستعماري، شنت إسرائيل حملة واسعةِ النِّطاق للإستيلاء على
الأراضي وإقامة جدار الضم والتوسع على أراضي بيتَ لحم و أقامت 18 مستوطنة
استعمارية غَيْر قانونيَة في أنحاء المدينة".
وتابع عريقات: "ترفض إسرائيل،
السلطة القائمة بالاحتلال، إعادة لَم الشّمل للعائلات الفَلسطينية، وهو ما
أثّر بشكلٍ خاص على الوجود المسيحي الفلسطيني في الْقُدُس المحتلة. حيث
يمنع عشرات الألاف من المسيحيين الفَلسطينيين من الصّلاة في الأماكن
المقدسة بسبب سياسة إسرائيل العُنصرية التي تقسّم العائلات و تمنع عودة
الفلسطينيين لأَنَّهُم "من غير اليهود". وبعدَ إقرار قانون الدولة
الْيَهُودية العنصري، وبدعم من حلفائها في إدارة ترامب، لا تزال حكومة
الاحتلال تواصل إستخدام الدِّين لتبرير جرائمها وانتهاكاتها الممنهجة
لحقوقِ الشعب الفلسطيني
".
ونوّه عريقات إلى أن "هذا المؤتمر
قد شارك فيه مجموعة من المسيحيين الأجانب في أنشطة تهدف الى تطبيع
"ألابارتايد" في فلسطين من خلالِ زيارتهم للمستوطنات غيرِ قانونيّة، وجدار
الضم والتوسع حولَ مدينة بيتَ لحم. وقال: "إن تقديس الأبارتايد أمر معيب".
من جهتها، استنكرت اللجنة
الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين أكاذيب نتنياهو عن وضع
المسيحيين في الأراضي المقدسة، وفي مدينة بيت لحم.
وقالت اللجنة في بيان: "كل ما جاء
في كلمته محض هراء وكذب مكشوف، تؤكده قوانين الاحتلال العنصرية،
وانتهاكاته المستمرة للكنائس ولجميع أبناء شعبنا بمسلميه"، مشيرة إلى أن
"هذا المؤتمر لا يمثل المسيحيين في فلسطين، ولا ينطق باسمهم، وأنهم ليسوا
بحاجة إلى من يتسبب في اضطهادهم لذرف دموع التماسيح دفاعًا عنهم"
.
وأضافت: "دولة الاحتلال هي التي
تنتهك ومستوطنوها حرمة المقدسات، وتفرض القوانين العنصرية التي تجعل من
الديانتين المسيحية والإسلامية مستثنيتين من الحقوق الطبيعية، وتعتبر
اليهود هم فقط من يملكون امتياز المواطنة الأولى، وأن حق تقرير المصير
مكفول حصريًا لهم، وهذا ما جسده عمليًا قانون القومية الصهيوني الذي سنته
إسرائيل في تموز الماضي، والذي اعتبرته الكنائس المسيحية في فلسطين من أكبر
الأخطار على وجودها".
وأكدت اللجنة الرئاسية أن "ادعاء
نتنياهو بأن هجرة المسيحيين سببها اضطهادهم من قبل السلطة الفلسطينية حين
أشار إلى نقصان أعدادهم في مدينة بيت لحم، إنما هو افتراء واضح وتهرب فج من
جرائمه المتمثلة بفصل مدينة بيت لحم بامتدادها الطبيعي والتاريخي عن مدينة
القدس، بإقامة جدار الفصل العنصري، وإنشاء المستوطنات التي تحاصر المدينة،
وتخنقها من كل صوب، وتصادر أراضيها، بما في ذلك حول دير الكرميزان وتمارس
عدوانا ضريبيا على الكنائس، وممتلكاتها، ومؤسساتها، بينما هي معفاة تماما
بقرار من الرئيس محمود عباس من الضرائب والرسوم في دولة فلسطين".
وتابعت: "تواجه بيت لحم الآن
مشروع قانون اسرائيلي عنصري بمصادرة ممتلكاتها، ما أدى إلى احتجاجها بإغلاق
كنيسة القيامة لأول مرة لمدة ثلاثة أيام في شباط من العام الحالي 2018،
وحسب الاعترافات الاسرائيلية نفسها فإن كنائس فلسطين تعرضت لأكثر من ثلاثة
وخمسين اعتداء خلال السنوات القليلة الماضية، وفي هذه الايام تواجه مخطط
الاستيلاء على املاكها بالاحتيال، والتزوير في باب الخليل بالقدس، وغيره من
المواقع الهامة»، مؤكدة على أن هذه الاعتداءات والاجراءات الاسرائيلية هي
التي تهدد الوجود المسيحي والاسلامي وتستهدف وحدة الشعب الفلسطيني وتقاليده
وتراثه التاريخي بالعيش المشترك".
أضف تعليق