من هو أندرو كومو؟ فضائح، عودة سياسية، وما وراء الضجة الأخير

من هو أندرو كومو؟ فضائح، عودة سياسية، وما وراء الضجة الأخيرة

من هو أندرو كومو؟ فضائح، عودة سياسية، وما وراء الضجة الأخيرة

أندرو مارك كومو اسمٌ حضر بقوة في السياسة الأمريكية لعقدٍ كامل: حاكمٌ سابق لولاية نيويورك، مُديرٌ صلب للأزمات (من الأعاصير إلى جائحة كوفيد-19)، ثم استقالة مدوّية في 2021 بعد تقرير المدّعي العام بالولاية الذي خلُص إلى أنه تحرّش بـ11 امرأة—اتهاماتٌ نفاها كومو مع إقراره بـ“سلوك شخصي غير ملائم”. هذه الخلفية الثقيلة عادت للواجهة بقوة عام 2025 مع قرار كومو خوض سباق عُمدة نيويورك كمرشحٍ مستقل بعد خسارته التمهيدية الديمقراطية أمام النائب اليساري ظهْران ممداني، لتتدحرج كرة الجدل مجددًا.

سيرة مختصرة… لماذا كان كومو مهمًا؟

ولد كومو عام 1957 لأسرةٍ سياسية؛ فوالده ماريو كومو كان حاكمًا بارزًا لنيويورك. شغل أندرو مناصب تنفيذية اتحادية ومحلية قبل أن يصبح حاكمًا (2011–2021). صنع رصيدًا من القرارات البراغماتية في البنية التحتية والأمن العام، وبرز خلال جائحة كورونا بإيجازاته اليومية التي اعتبرها كثيرون نموذجًا للقيادة التواصلية.

الانعطافة: تقرير 2021 وقرار الاستقالة

في أغسطس/آب 2021 نشرت مدّعية نيويورك العامة ليتيتيا جيمس تقريرًا من مئات الصفحات خلُص إلى مضايقات جنسية لعددٍ من الموظفات، وأوصت جهات عديدة حينها باستقالته—وهو ما حدث لاحقًا. يمكن الاطلاع على التقرير ومحاضر الإفادات في موقع المدّعي العام بالولاية.

ما الذي أعاده إلى المشهد في 2025؟

في مارس/آذار 2025 أعلن كومو ترشحه لمنصب عُمدة نيويورك كمرشحٍ مستقل بعد خسارته التمهيدية أمام ممداني. دخوله السباق رسم خطًا فاصلًا في المشهد السياسي لمدينةٍ تعيش ضغوطًا اقتصادية وأمنية وهجرات واسعة.

  • إعلان العودة والترشح كمرشح مستقل. أسوشييتد برس
  • خلفية موسّعة عن جدل العودة وتأثيرها على قضايا الناجيات. The 19th
  • برنامج حملته حول الأمن والقدرة على تحمّل تكاليف المعيشة. موقع الحملة الرسمي

قانونيًا… أين وصلت الملفات؟

في يوليو/تموز 2025 وافقت ولاية نيويورك على تسوية تقارب 450 ألف دولار لإحدى القضايا المرفوعة من موظفة سابقة. وبعد أسابيع، رفضت قاضية في الولاية سعي فريق كومو للاستمرار في تقاضي مرتبط بالقضية عبر نشر رسائل نصية ضمن محاولة وُصفت قضائيًا بأنها “إحياءٌ للصورة العامة” على حساب دافعي الضرائب.

السباق على عمودية نيويورك: أرقام، ضغط، ومناورات

الاستقطاب اشتعل مع وصول المرشح الاشتراكي الديموقراطي ظهْران ممداني إلى صدارة مبكرة. وفق تقارير محلية حديثة، يتقدّم ممداني في استطلاعات ثلاثية/رباعية المرشحين، بينما تُظهر سيناريوهات “وجها لوجه” تفوق كومو إذا انخفض الزحام الانتخابي.

  • ملخص استطلاع حديث: ممداني 42%، كومو 26%—لكن كومو يتقدّم 52–41 في مواجهة ثنائية. FOX5 NY
  • ضغطٌ علني لتقليص المرشحين لمواجهة ممداني، وحديث عن عروض مناصب اتحادية لبعض المرشحين. أسوشييتد برس، New York Post [oai_citation:10‡AP News]
  • مساندة رجال أعمال نافذين لترشيح كومو ومطالبة العمدة إريك آدامز بالانسحاب. New York Post [oai_citation:12‡New York Post]

ما وراء الضجّة: لماذا ينقسم الرأي العام؟

  • الحُكم على الماضي: لدى جزء من الناخبين ذاكرة سياسية إيجابية لسنوات كومو الأولى، مقابل جزءٍ يرى أن ملفات التحرّش وملف دور المسنين خلال الجائحة “غير مغلقة أخلاقيًا”.
  • أولوية الأمن والمعيشة: حملة كومو تركّز على الأمن العام والقدرة على تحمّل التكاليف—وهما ملفان ساخنان في نيويورك الحالية. برنامج الحملة
  • تكتيكات الترشيح: الزحام المرشّحي يشتت الأصوات المناهضة لممداني؛ لذلك تضغط شخصيات قومية/محلية لفرز المشهد.
  • سردية العدالة/الفرصة الثانية: سؤالٌ أخلاقي يلوح: هل نُغلق الباب نهائيًا أمام سياسي بعد خطأ جسيم؟ أم تُقاس العودة بميزان القانون وتحوّلات السلوك؟

الخلاصة: أندرو كومو عائدٌ بجدلٍ لا يقلّ عن الضجة التي غادر على وقعها منصبه قبل أربع سنوات. بين ملفات قانونية ما زالت تُلقي بظلالها، وبرنامجٍ انتخابي يعد بـ“مدينة أكثر أمانًا وأيسر كلفة”، يظلّ السؤال مفتوحًا: هل يمنحه الناخبون فرصة ثانية، أم تُتوّج موجة التجديد اليساري في نيويورك بعبور ممداني إلى قاعة المدينة؟

يتم التشغيل بواسطة Blogger.